سورة سبأ - تفسير تفسير القرطبي

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
تفسير السورة  
الصفحة الرئيسية > القرآن الكريم > تفسير السورة   (سبأ)


        


{قُلْ يَجْمَعُ بَيْنَنا رَبُّنا ثُمَّ يَفْتَحُ بَيْنَنا بِالْحَقِّ وَهُوَ الْفَتَّاحُ الْعَلِيمُ (26)}
قوله تعالى: {قُلْ يَجْمَعُ بَيْنَنا رَبُّنا} يريد يوم القيامة {ثُمَّ يَفْتَحُ بَيْنَنا بِالْحَقِّ} أي يقضي فيثيب المهتدي ويعاقب الضال {وَهُوَ الْفَتَّاحُ} أي القاضي بالحق {الْعَلِيمُ} بأحوال الخلق. وهذا كله منسوخ بآية السيف.


{قُلْ أَرُونِيَ الَّذِينَ أَلْحَقْتُمْ بِهِ شُرَكاءَ كَلاَّ بَلْ هُوَ اللَّهُ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (27)}
قوله تعالى: {قُلْ أَرُونِيَ الَّذِينَ أَلْحَقْتُمْ بِهِ شُرَكاءَ} يكون {أَرُونِيَ} هنا من رؤية القلب، فيكون {شُرَكاءَ} المفعول الثالث، أي عرفوني الأصنام والأوثان التي جعلتموها شركاء لله عز وجل، وهل شاركت في خلق شي، فبينوا ما هو؟ وإلا فلم تعبدونها. ويجوز أن تكون من رؤية البصر، فيكون {شُرَكاءَ} حالا. {كَلَّا} أي ليس الامر كما زعمتم.
وقيل: إن {كَلَّا} رد لجوابهم المحذوف، كأنه قال: أروني الذين ألحقتم به شركاء. قالوا: هي الأصنام. فقال كلا، أي ليس له شركاء {بَلْ هُوَ اللَّهُ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ}.


{وَما أَرْسَلْناكَ إِلاَّ كَافَّةً لِلنَّاسِ بَشِيراً وَنَذِيراً وَلكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ (28) وَيَقُولُونَ مَتى هذَا الْوَعْدُ إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ (29) قُلْ لَكُمْ مِيعادُ يَوْمٍ لا تَسْتَأْخِرُونَ عَنْهُ ساعَةً وَلا تَسْتَقْدِمُونَ (30)}
قوله تعالى: {وَما أَرْسَلْناكَ إِلَّا كَافَّةً لِلنَّاسِ بَشِيراً وَنَذِيراً} أي وما أرسلناك إلا للناس كافة أي عامة، ففي الكلام تقديم وتأخير.
وقال الزجاج: أي وما أرسلناك إلا جامعا للناس بالإنذار والإبلاغ. والكافة بمعنى الجامع.
وقيل: معناه كافا للناس، تكفهم عما هم فيه من الكفر وتدعوهم إلى الإسلام. والهاء للمبالغة.
وقيل: أي إلا ذا كافة، فحذف المضاف، أي ذا منع للناس من أن يشذوا عن تبليغك، أو ذا منع لهم من الكفر، ومنه:
كف الثوب، لأنه ضم طرفيه. {بَشِيراً} أي بالجنة لمن أطاع. {وَنَذِيراً} من النار لمن كفر. {وَلكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ} ما عند الله وهم المشركون، وكانوا في ذلك الوقت أكثر من المؤمنين عددا. {وَيَقُولُونَ مَتى هذَا الْوَعْدُ} يعني موعدكم لنا بقيام الساعة. {إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ} فقال الله تعالى: {قُلْ} لهم يا محمد {لَكُمْ مِيعادُ يَوْمٍ لا تَسْتَأْخِرُونَ عَنْهُ ساعَةً وَلا تَسْتَقْدِمُونَ} فلا يغرنكم تأخيره. والميعاد الميقات. ويعني بهذا الميعاد وقت البعث وقيل وقت حضور الموت، أي لكم قبل يوم القيامة وقت معين تموتون فيه فتعلمون حقيقة قولي.
وقيل: أراد بهذا اليوم يوم بدر، لان ذلك اليوم كان ميعاد عذابهم في الدنيا في حكم الله تعالى. وأجاز النحويون {مِيعادُ يَوْمٍ} على أن يكون {مِيعادُ} ابتداء و{يَوْمٍ} بدل منه، والخبر {لَكُمْ}. وأجازوا {ميعاد يوما} يكون ظرفا، وتكون الهاء في {عَنْهُ} ترجع إلى {يَوْمٍ} ولا يصح {ميعاد يوم لا تستأخرون} بغير تنوين، وإضافة {يوم} إلى ما بعده إذا قدرت الهاء عائدة على اليوم، لان ذلك يكون من إضافة الشيء إلى نفسه من أجل الهاء التي في الجملة. ويجوز ذلك على أن تكون الهاء للميعاد لا لليوم.

5 | 6 | 7 | 8 | 9 | 10 | 11 | 12